من عجائب السياسة والحكم في الوطن العربي، أن ترى دول عربية منصب الرئيس فيها شاغر، فيما دولة أخرى يتحكم فيها 3 رؤساء.بحسب متابعة محرر "شبكة بويمن الإخبارية".
فقبل أشهر شهدت الجزائر والسودان حراكا شعبيا أطاح بحاكميها، فالجزائريون أسقطوا عبدالعزيز بوتفليقة، والسودانيون ، أطاحوا بعمر البشير، وإلى اليوم، لم يملئ الفراغ الرئاسي أي شخصية منتخبة ومقبولة من الجميع لدى الشعبين. إذ تربع قادات الجيش على الحكم، وما يزالون يتملصون من أي استحقاقات ينتظرها الشعبين.
تونس هي الأخرى، تعيش حاليا بدون رأس، بعد وفاة الرئيس الباجي قائد السبسي الأسبوع الماضي، لكنها أحسن حالا من الجزائر والسودان، حيث يتقلد منصب الرئاسة بالنيابة رئيس البرلمان التونسي وفقا لدستور البلاد.
عجب العجاب، ليس ما ذكر، إنما في يعيشه يمن الإيمان والحكمة، الذي يعيش بثلاثة رؤساء، ولدى كل رئيس تأييد شعبي ودولي إن صح التعبير.
الرئيس المنتخب الشرعي هو عبدربه منصور هادي، والذي يعترف به المجتمع الدولي، علنا ويمثل مع حكومته اليمن في كل المحافل الدولية، لكنه على أرض الواقع في اليمن، ليست لديه السيطرة المفترضة، بسبب الانقلاب الحوثي وتضارب مصالح الحلفاء.
ففي المناطق التي يطلق عليها بـ "المحررة" - الخارجة عن سيطرة الانقلاب الحوثي - تتنازع شرعية هادي الصلاحيات مع المليشيات التي أنشأتها وتدعما أبوظبي، ممثلة بالمجلس الانتقالي والأحزمة والنخب الأمنية الانفصالية، والتي تفرض سيطرة واسعة في جنوب اليمن، بدعم إماراتي، على حساب الشرعية. ويترأس تلك المناطق والمليشيات عيدروس الزبيدي الذي يطلقون عليه أنصاره لقب "الرئيس عيدروس" وهو موالي بالكلية لأبوظبي.
وفي محافظات شمال اليمن، تمسك جماعة الحوثي بمقاليد الحكم، ونصبت "مهدي المشاط" رئيسا لها.
وهكذا يضيع اليمنيون بين حسابات متعاكسة ومصالح متضاربة محليا ودوليا ما يعطي آمال اقتراب انتهاء الحرب بعدا آخر.
