الخميس، 19 سبتمبر / ايلول، 2024

( الحب في زمن الحرب ) ... من زاوية سياسية!!

2019/05/17 الساعة 10:22 مساءً
ان لم تخن الذاكرة كان ذلك عنوانا لإحدى المسلسلات العربية الموجهة والتي بطبيعة الحال ستجدها دائما ما تحاول جذب جمهورها والمتلهف لجرعات الحنان والعشق او كما سماه الرئيس الاميريكي الحالي "ترامب " في احدى خطاباته بالشعب الذي يعاني شبقا جنسيا عموما محاولة الجذب تلك لها دوافع ومغزى يتقدمها الربحية السريعة التي تحققها تلك النوعية من المسلسلات، الا ان المغزى الاخطر هنا هو بصناعة جيلا لا عروبيا ولا اخلاقيا!! كيف؟ المحاولات المتكررة بذات المضمون لتلك المسلسلات حتما ستنجح بصرف النظر عن الاخطار والتهديدات المحدقة بالمجتمعات العربية وكذا ستتلاشى الروح الوطنية والانتماء العربية وذلك بتلاشي الاهتمام بقضايا الامة العربية تلك القضايا التي طالما شكلت خندقا واحد وراية واحدة يجتمع خلفها كل العرب كقوة موحدة لها نفس المطلب ونفس الدرع المقاوم ..وهذا بالفعل ما يفسر الغرابة والتعجب اثناء البذل السخي عند انتاج هكذا مسلسلات! الوازع الاخلاقي للامة العربية كان هو الاخر هدفا ضروريا في معادلة الغزو الفكري تلك. اذ كان لابد من ملئ الفراغ العاطفي للشباب العربي لكن بالتأكيد ليس بالاخلاق الحسنة والقيم الاسلامية بل بالمصطلحات العاطفية الشاذة وقصص الحب والغرام اللامشروع. المحزن في هذا كله .. هو غياب الفن الممانع وصوت المثقف المقارع بل والاعلام العربي المناهض والواعي الذي يمكنه اعادة توجية بوصلة العروبة والاخلاق باتجاه مجتمعه المستهدف. وفي الحقيقة لا نبالغ بوصفنا هذا عند الاعتراف بان ذلك الامر السيئ قد قطع شوطا كبيرا وتمكن منا عميقا .. فالمتابع عن كثب لتبعات ما سمي "بثورات الربيع العربي " سيدهش بالتاكيد للواقع المخزي الذي كانت تعيشه الانظمة العربية الحاكمة والنخب الديكورية المعارضة لها ..ففي العقود التي كانت خلالها الشعوب العربية ترزح فقرا وجوعا وتطحنها ويلات الحروب والحصار، كان معظم قادة انظمتها تلك يعقد الصفقات المشبوهة ويؤسس لمداميك امبراطوريته المالية، الا من رحم ربي منهم وهم قلة قليلة كان مصيرها غالبا التآمر والاغتيال. ما احاول الاشارة اليه هنا ... هو ديدن فضيع لا يقل فضاعة عن سابقيه من حيث الأثر والتأثير في الثوابت الوطنية والاخلاقية للمجتمعات العربية.. فلك اخي القارئ ان تقدر حجم الصدمة والضرر النفسي لذلك المجتمع عندما يكتشف ان ثرواته وحقوقه كان تصادر عبثا ولعقود طويلة وبايدي عربية مارقة للاسف .. يتكرر المشهد اليوم في جزيئة مهمة وان كانت هناك بعيدا في جنوب اليمن المنسي، الا انها ستجسد ذلك الحال المقرف وهو "التكسب في زمن الحرب "، ففي الوقت الذي يخوض فيها مقاتلون جنوبيون معارك دامية - معارك وجود - مع عدو غاشم ذهبت به افكاره ومعتقداته الى احضان اعداء امته، فبات مواليا لها وادأة رخيصة بيدها. ستلحظ وبوضوح في الايام بالتحديد كيف يفضل قطاع واسع من قيادات الشرعية اليمنية ومعها بعض النخب السياسية التغاضي عما يدور في جبهات الضالع وكأن الامر لا يعنيها متجاهلة حقيقة مصيرها ان افلح الحوثيون باجتياز الضالع، انه حتما ذات المصير" اكلت يوم اكل الثور الابيض " لو علموا !! مع علمي اليقين بان لا ثور ابيض هناك في الضالع عدا اسود ضارية تتصيد فرائس مغررة جاءت تبحث عن تفاح سيدها . حالة الاستمرار بالتكسب الغير مشروع والثراء السريع التي ينتهجها امراء الحروب باليمن وفي ظل المواجهات الدامية التي يسطر بطولاتها الشرفاء، هي بالفعل من سيشكل الطعنة الاشد ألما بل والسم الزعاف الاشد فتكا في جسد الصمود والمقاومة وصورتها المختزلة في الذهن الجنوبي وبل والعربي عامة. ..وبالرغم من قباحة الصورة . الا ان كل طرف هنا يسعى جاهدا الى مبتغاه، لتبقى بالنهاية عدالة السماء هي وحدها من يقرر مصير الجميع وخاتمة الامور .. واخيرا.. مرحى لمن فهم الدرس والمعنى، وقاوم الفكر السيئ وخباثة المغزى ..وكذا الف مرحى وسعدى لمن ناصر الشرفاء وابغض العملاء متكسبي الحرب والكربى.. دمتم بخير